الإدارة الذاتية الديمقراطية والحياة الحرة
09 فور 2014 یکش
تعد كردستان الأساس الأكثر قوة للشرق الأوسط لبناء النظام الديمقراطي، فتاريخها قد طبع بخصائص الحياة الجماعية المشتركة
دلزار ديلوك
إن تحقيق المجتمع الديمقراطي هو الشرط الأساسي لتحقيق الإدارة الذاتية، فالمجتمع الديمقراطي هو المجتمع الأخلاقي والسياسي، ولا يمكن بناء الفرد والمجتمع بدون الأخلاق والسياسة، لان الأخلاق يعني وعي العدالة والحرية المجتمعية، وهو وجدان المجتمع، ويقوم ببناء وحدة المجتمع على أساس حماية الأثنيات المختلفة داخل المجتمع. وهو قوة العمل وإعطاء القرارات الأساسية التي تبني كل دعائم المجتمع. أما السياسة فهي عقل المجتمع المشترك، ونضال المجتمع من اجل تحقيق الحرية، والأسلوب الأساسي للتحرر. فالسياسة الديمقراطية، ترفض سياسة الأصناف البنية الفوقية ضمن المجتمع.
وتهزم ديمقراطية النواب التي تقوم بجعل إرادة المجتمع عن طريق ممثليه تنحصر ضمن نطاق مجموعة ضيقة، وتقسم المسؤولية والإرادة السياسية بين جميع أعضاء المجتمع، تبني وجودها على مبادئ الأخلاق والوجدان التي تستمر عن طريقهم. وتعد انضمام المرأة بإرادتها الحرة وبشكل حر إلى سياسة المجتمع مبدءا أساسيا لها، لأن دور المرأة في الإدارة الذاتية يشكل القوة الأساسية في السياسة الديمقراطية، حيث تهدف إلى تخليص السياسة من تأثير هيمنة الدولة والذهنية الذكورية، وبالجانب منها تناضل من اجل ألا تصبح أسلوبا أساسيا في إبادة المجتمع. لأنها تعد خلق المستقبل الحر للمجتمع في السياسة الديمقراطية موضوع الحياة والموت.
خلق المجتمع
إذا لم تتطور السياسة الديمقراطية فأنه لايمكن خلق المجتمع والشخصية الديمقراطية، السياسة الديمقراطية هي تجسيد السياسة الاجتماعية، تستطيع المجتمعات إخراج قوتها الخلاقة إلى الوسط وذلك عن طريق السياسة، وكذلك بمقدورها إيجاد الحلول المناسبة لكافة المشكلات، وإيجاد سبل تلبية احتياجاتها وبالتالي ستستطيع الوصول إلى الحرية عبر هذه المفاهيم.
إن هذه السياسات التي تعد موضوع الحديث تتأكد عبر تحقيق السياسة الديمقراطية. ولا تفسح السياسة الديمقراطية المجال أمام غضب المكاسب الكثيرة، وعدم بذل المؤسسات والأشخاص الجهود، وعدم المسؤولية، وتنظر إلى الاتحادات السياسية والاقتصادية على أنها عوائق أمام خلق وتعبير الديمقراطية بالنسبة للمجتمع.
مفهوم الديمقراطية
إنَّ مفهوم السياسة الديمقراطية لا يعني تمتع أعضاء المجتمع بحق إبداء رأيهم في الانتخابات فقط، وإنما في الوقت نفسه يحق لكل عضو في المجتمع أن يعطي رأيه وقراره ويستطيع أن يعبر عن وضعه ويطبق قراراته ومن ثم يراقب نتائج التطبيق. وبناء الكومونات أيضاً يصب في بوتقة الهدف نفسه ألا وهو تطبيق ونشر مفاهيم السياسة الديمقراطية في كافة ساحات المنطقة، وتنظيم حتى اصغر خلية في المجتمع على مفاهيم الديمقراطية، وهذا هو الهدف الأساسي للميدان السياسي في الإدارة الذاتية، حيث يقوم جميع أعضاء المجتمع عن طريق التنظيمات السياسية في مجالس الشعب وعن طريق مؤسسات التدريب في الأكاديميات السياسية ببناء مؤسساتهم بأنفسهم ومن ثم ينضمون إليها، وبهذا الشكل يحققون انضمامهم إلى السياسة الديمقراطية. هذا الوضع يفسح المجال أمام جعل كل شخص صاحب قرار في حياة المجتمع و المستقبل الحر للمجتمع، وبهذا المعنى يضيفون المعاني الكبيرة على وجودهم الحر عن طريق مجتمعيتهم.
الشروط الأساسية
يعد تطوير التنظيمات اعتبارا من الإداريين المحليين وحتى مجلس الشعب، شرطا ضروريا من اجل بناء إرادة وطنية ديمقراطية ،وحل المشكلات الوطنية، إن نموذج التنظيم الجديد الذي يهدف من كل خطوة يخطوها بتصغير مساحة هيمنة الدولة، يستقبل حقيقة العصر بشكل اصح، لأنه يجعل مهمات الإدارة بيد المجتمع وذلك عن طريق المؤسسات المحلية الديمقراطية. وتعد كردستان الأساس الأكثر قوة للشرق الأوسط في بناء هذا النظام الديمقراطي، لأن تاريخ مجتمع كردستان قد طبع بخصائص الحياة الجماعية المشتركة. لذلك تعتبر ساحة مباركة من اجل الحياة الجماعية، هذه الساحة التي شهدت منذ البداية نشوء المجتمعية، سوف تصبح في هذا العصر الذي وصلت فيها مشكلات الإنسانية إلى درجة عميقة ساحة الانفتحات الجديدة للمجتمعية الديمقراطية الأولى.
الإدارة الذاتية الديمقراطية
يثبت تاريخ مجتمع كردستان أن الشعوب الأرمينية، الأشورية، العربية، الخ قد عاشوا مع بعضهم البعض بشكل مشترك وضمن وفاق وسلام على مدى آلاف الأعوام. كما انه يشير انضمام التركمان إلى الحياة الجماعية المشتركة في بعض مناطق كردستان إلى انه في هذه الجغرافية قد تم بناء مبدأ التعايش المشترك للإثنيات والقوميات على أساس قوي ولا رجعة فيه. فتاريخ كردستان قد طبع بسمات هذا المبدأ، حيث تعتبر الأثنيات ثروة كبيرة وهذا يبني أساس الحياة. بالإضافة إلى ذلك يدل تعايش الأكراد مع الشعوب الأرمينية، السريانية، العربية، التركمانية إلى انه يتصف تطبيق مشروع الإدارة الذاتية في جغرافية كردستان بقوة تطبيقية وفرص حقيقية.
لم تنتصر العنصرية في وطن الشمس، بهذا المعنى يعطي وطن الشمس الفرص الكبيرة لتستطيع الشعوب والمجموعات والاعتقادات المختلفة التعبير عن نفسها بشكل حر على هذه الجغرافية.
في يومنا الراهن يتم استخدام اللغة السريانية والعربية بقدر استخدام اللغة الكردية في بعض مناطق كردستان، لأنه يتطلب أن تستقبل كل لغة حاجات المجتمع في مستوى رسمي. وهذا الأمر يشكل التأمين الجيد لحماية ثقافات الشعوب وغنى هذه الجغرافية، حيث تظهر حياة التكلم بلغتين أو حتى التكلم بثلاث لغات في كردستان حقيقة المجتمعات التي تعيش فيها.
تجد مجموعات الاعتقادات المختلفة التي تعيش في كردستان كالإيزيديين والعلويين فرصة الحياة الحرة بما يتناسب مع حقيقتها وجوهرها في مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية. توفر الإدارة الذاتية الفرص التي تفسح المجال أمام الايزيديين والعلويين الذين عاشوا لمئات السنين تحت سلطة الأديان الحاكمة والمتسلطة، ليستطيعوا بناء مراكز المعتقدات والثقافات الأكاديمية والبحث والتنقيب في تاريخ الأثنيات التي تتعرض للقمع والاضطهاد، وليستطيعوا بهذه المعرفة أيضا العيش بلونهم الحر، لأن هذه المجموعات التي تتسم بطابع الثقافة الجماعية تستطيع عن طريق مشروع الإدارة الذاتية إجراء البحوث العميقة في تاريخها، وإجراء النقاشات العميقة حولها دون البقاء تحت تأثير المتسلطين. وعلى هذا الأساس ليستطيعوا العيش بشكل صحيح بما يتناسب مع العصر، وتعريف أنفسهم والعيش بحرية. لذلك تعتبر الإدارة الذاتية فرصة تاريخية، لأنه عندما يتحقق ذلك ستكون الأكاديميات التي ستبنى على هذه المفاهيم، في الوقت نفسه ساحة إحياء الثقافات المختلفة، وساحة لتعبر عن إرادتها ضد جميع أشكال الانصهار، القمع، الإبادات، وكافة أنواع وأشكال الانصهار التي تمارس من قبل المجموعات المتسلطة، في جميع ساحات بناء الكومونات، مراكز الثقافة والاقتصاد و المعتقدات والتطوير. وعلى هذا الأساس انضموا إلى هيئات ومجالس المدن والنواحي وبهذه الطريقة قاموا بتطبيق مفهوم السياسة الديمقراطية التي تعتبر من اجل أشخاص المجتمع مهمة وحياتية.
إنَّ التامين لتطوير المجتمع الديمقراطي في كردستان، هو بناء الأسس المرتبطة بها وذلك عن طريق جميع التنظيمات بالإضافة إلى الشعب والمعتقدات المختلفة، الميراث الاجتماعي، الاختلافات. لذلك ستصبح الحياة المستقلة والحرة عن طريق تنظيم تلك المجموعات الظاهرة الأساسية للديمقراطية. بالإضافة إلى المعتقدات المختلفة أيضا ولكن بشرط أن تستند على مفهوم الإدارة الذاتية وخلق مجتمعيتهم عن طريق هذا المفهوم وبناء المجتمع السياسي.
الإرادة الحرة ضد الاضطهاد
في وقتنا الراهن، نستطيع أن نرى حتى وأن كانت بنسبة قليلة بأنه تمت المحافظة على الخصائص الجماعية ضد جميع الظلم والتسلط، ومن هذه النقطة فصاعدا يعد شرط الوجود أيضا أساسا، يعد تطبيق الخيال الأعظم لمستقبل حر بين نظام الإدارة الديمقراطية مهمة الإنسانية المشرفة وذلك عن طريق خلق الإرادة الحرة.
إنَّ تطبيق الإدارة الذاتية في الميدان السياسي يتحقق بشكل أكيد عن طريق مفهوم السياسة الديمقراطية. يعتبر تعريف جميع أعضاء المجتمع بمبادئ السياسة الديمقراطية، والعيش حسب احتياجات المجتمع السياسي الأخلاقي، الشرط الأساسي لتحقيق حياة حرة ومستقبل مشرق.
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42