نحو الثورة الذهنية
04 ژوئی 2014 جمع
باستطاعتكم ان تكونوا افرادا متحررين على قدر رغبتكم في ذلك ولكن يجب ان تكونوا اوفياء للتاريخ وخلاقين للمعرفة المستقبلية
يقول هابز" تعالوا لنخلق الانسان" القروحات والجروح المرتسمة والتي طبعت مسيرة الانسانية حتى يومنا الراهن، تم تمويهها واخفاؤها تحت اسم (انها من ضروريات التاريخ). اذا ما هو الدواء الناجع لهذه الآلام والآهات التي تعاني منها البشرية بداية يجدر بنا الاشارة الى انه كان هناك دائما من يعمل ويكدح وينادي ويطالب بالحرية والعمل لخلق حياة حرة تسودها العدالة والمساواة، في مواجهة هذه الجروح والمشاكل والمعادلات التي كانت تظهر في طريق الانسانية. ولولا هذه الحلول لانهارت الانسانية. اذا ما قلبنا صفحات التاريخ لراينا بأم اعيننا ان ابطال ومبارزي ورؤساء هذه النضالات التي كانت تسير تحت شعار (الحرية والمساواة والعدالة)، لم يكونوا قلة، بل عادلوا ما بين المتطلبات الحياتية والمبدا، والمجتمع وحياة الانسان، كما برهنوا المبدأ بآرائهم ونظرياتهم. بتناولنا لهذه الابحاث، نجد بان مسالة المجتمع المدني ليس ببحث جديد، بل موضوع وقضية بحث ونقاش لسنوات مديدة. بلا ريب، لا يمكن التطرق الى جميع ابعاد هذا الموضوع بصفحات وعبارات الدولة، الاخلاق، الطبيعة، الديمقراطية والمجتمع، مواضيع يتطلب تحريها وتحليلها وتنقيبها بعمق وشمولية تاريخية حسب المنشأ وشكل تطورها وسيرها التاريخي. يمكننا القول: بقدر ما تكون المعلومات بحق منشأ هذه المواضيع التاريخية متوفرة، سيكون التحقيق والتثبيت عنها سائغة ومستحكمة. بالتاكيد، فمعرفة تاريخ هذه المواضيع وتحويلها والوضع الذي تعيشه اليوم، ما هي إلا مساعدة ومساندة عظيمة لخلق مستقبل سامي يتوافق مع متطلبات انسان المرحلة.ان زيادة الانتاج، القيمة الزائدة، تطور الملكية الخاصة ما هي الا عوامل اساسية في تغيير سير ومجرى التاريخ، والانتقال من نظام الامومة الى نظام الابوة؛ فتطور الملكية وسيطرة النظام الحاكم ( العبيد ومالكيه) غير مجرى التاريخ الاساسي كليا الى مجرى تاريخي اخر. اي ان عمليتا التغير والتحول تحققتا من قبل جنس واحد دون جنس المراة. هكذا طبع التاريخ ببصمات الرجل دون المراة، لذا باستطاعتنا تسمية التاريخ بانه تاريخ بعيد عن جوهر المراة. وخلال هذا التاريخ الذي يمتد لالاف السنين، استغلت المراة ابشع استغلال ولازال مستمرا حتى يومنا الراهن. بعبارة اصح، ان وضع المراة في يومنا الراهن لا يختلف كثيرا عما كان في السابق وان التغييرات بقيت محصورة في تزيينها وتقديمها الى الواجهة باشكال اخرى، وبالذهنية القديمة. من هنا يتضح لنا جليا بان المجتمع المتكون من قبل الرجل بقي عاجزا عن التجاوب مع احتياجات المرحلة، ولم يتلائم وينسجم مع اساسياته ومع تاريخ الانسانية. تؤكد التحليلات الاخيرة في علم التاريخ صحة ان بداية التاريخ المكتوب بدأ منذ عهد السومريين، ووفق هذه البحوثات يعد تغيير نظام الامومة الى نظام الابوة، وتطور الملكية الخاصة، لبنة اساسية في تشكيل الدولة التي بدات ظهور اولى بوادرها في عهد السومريين. طبعا ان منشا الدولة وتطورها تشكلتا تلبية لمتطلبات الرجل. الا ان النظريات التي دونت حول تاريخ الدولة ظلت محدودة وبذلك ظهرت فيها نواقص جادة. فكتاب" اصل العائلة والملكية الخاصة" الذي دونه انجلز اتماما لنظرية ماركس، ظل ناقصا، لانه درس وتناول منشا الدولة وكانها تشكلت بادئ ذي بدء من قبل اليونانيين، هذا بالاضافة الى انه اعتمد في بحوثاته على معلومات "مورغان" الذي اولى الاهمية البالغة بالجزئيات، لذا لم يكن تحليله لجذور التاريخ صائبا. اما التحليلات الاخيرة، فتؤكد وتبرهن على ان منشا الدولة هي من العهد السومري. تاسست الدولة حسب ذهنية الكهنة السومريين متخذة طابعا رجوليا. كما انها تمثل الاله على الارض، بذهنية واعتقاد ان الدولة تمثل كل شيء والفرد لا شيء. حيث تم استثمار الفرد بشدة، ومنع الفرد العبد من حقوقه. لو اضيفت هذه التحاليل والنظريات الى نظرية ماركس وانجلز والنظريات التي لحقتها، لوجدنا بانها حققت تغييرا عظيماً في سير تطور نظرية الدولة. يقول القائد عبدالله اوج الان في كتابه من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية" حتى تسد الدولة السبيل امام سقوط اقنعتها او التساؤل عن ماهيتها، تلجأ الى تغيير قناعها او تثبيتها بين الحين والاخر، وحتى ان الماركسية التي ظهرت تحت دعاوى القضاء عليها، لم تنجوا منها، هذا فضلا عن انها وثقت من قوة الدولة ومتنت من قناعها اكثر، اي انها ليست بمعشوقة للبرجوازية المتخنثة"اللاشرعية" فقط، بل حتى ان البروليتاريا ايضا عشقتها. نستنتج مما ذكرناه سابقا ان الدولة ليست وسيلة لفرض قوة الرجل المستبد فقط ، بل انها وبتزينها لقناعها الذي اتخذ الف لون سعت لاستخدام قناعها الاول" الفاحشة"، وكما ان الله لا يستغني عن عباده، كذلك الدولة لا تستغي عن عبادها. وهذا بدوره يظهر لا شرعية الدولة وتخنثها". اي ان نظرية ديكتاتورية البروليتاريا التي تم تحليلها من قبل ماركس ـ حتى ولو كان ارء لينين مغايرة ـ طبقت في الممارسة العملية، ضمن نظام الاشتراكية المشيدة. هذا ما يثبت صحة الاراء السالفة الذكر. بهذا الصدد يبين انجلز اراءه في كتاب اصل العائلة والملكية الخاصة "بان جميع الثورات التي تطورت هي لاجل انهاء ملكية وخلق ملكية جديدة. ففي الثورة البررجوازية الفرنسية تم القضاء على الملكية الاقطاعية وخلق الملكية البرجوازية الصغيرة. ."مع الاسف الشديد ان الاشتراكية المشيدة لم تتحرر من هذه المعادلة، بل قضت على حكم القياصرة، واسست نظام ديكتاتورية البروليتارية. واليوم كما يقولون فالنظام الراسمالي وبذهنية نظام الابوة اراد تغيير القناع بتطوير الملكية واستثمار جوهر المراة، اذ لم تغير حقيقة جوهر هذه الذهنية بتاتا. من المسائل الاساسية الاخرى، كالاخلاق والسياسة، فقد ابدت كل طبقة اراءها لكن ونظرا لتناولها بذهنية دوغمائية مطابقة لمعاييرهم الطبقية لم يتغير الجوهر، حتى وان كانت تعريفاتهم متفاوتة ومختلفة، كما لم تتساوى الموازين ما بين الحياة اليومية والمسائل المبداية، بل اضحت الارتباطات الاجتماعية المتفاوتة ما بين الانسان سواء السياسية والايديولوجية ـ حسب المعايير والمقاييس الاخلاقية ـ نقطة نقاش وبحث.اليوم ورغم مرور 245 سنة على العقد الاجتماعي الذي وضع من قبل جان جاك روسو، هذا بالاضافة الى النظريات المختلفة التي وضعت من قبل ادم سميث وكارل ماركس وانجلز وجورج لوكاج والنظريات الاخرى وحتى الان، الا ان السياسة المتبعة بقيت بعيدة كل البعد عن معايير منافع الانسانية، بل عملت لمنفعة الشريحة الحاكمة من جنس الرجل، حتى ان هذه القضية وصلت لحد الفصل ما بين السياسة والايدولوجية، وليس للكيان الاجتماعي اية اهمية تذكر في عالم الساسة. وضمن النظام العالمي القائم هناك عدد ضئيل ممن يجهدون لمنافع الشعوب وفقا لمعاييرها الايدولوجية والاخلاقية.نظرية روسو حول الاخلاق والسياسة ما هي الا جدول بحث. حسب رايه، ان الاخلاق المنحصرة في الانسان الروحي لا يمكن لها ان تتقدم على السياسة او ان تستقل عنها. كما كان على ثقة تامة بان السياسة هي التي تشكل الاخلاق، "لا اخلاق بدون سياسة".يقول كوتا، جاهدا لاثبات نظرية روسو قائلا: "ان الهدف الاساسي والسامي للحياة الاخلاقية هي المجتمع المدني، اي المدينة، والمدينة هي المنال الاسمى، والمنال الاسمى عند جان جاك روسو، هو فجر الانسانية التي تتحكم بعقل وارادة كل انسان. كان روسو يعتقد ان ما تدعوه المسيحية شرا، يكون في المجتمع هو اللامساواة واللاعدالة، مؤكدا على ان الشر ليست صفة فطرية في ذات الانسان،لان الشر موجود في الدولة واللاعدالة في النظام الذي يسيطر على المجتمع". سؤال يتبادر الى ذهن المرء، هل السياسة خلقت الاخلاق، ام الاخلاق خلقت السياسة؟ سؤال كهذا يقودنا الى اين...؟ حسب رايي بديل هذه البحوثات هو تسيير السياسة حسب المعايير الاخلاقية والايديولوجية ومنافع الشعوب والانسانية، بلا شك يتطلب تسيير كفاح وعمل دؤوب لبناء وتاسيس ذلك، دون غض النظر عن المبادئ الاساسية لحرية المجتمع و المساواة والعدالة لاجل الانسان.خلاصة: ان للسياسسة ارتباط وثيق بالمعايير الاخلاقية والايديولوجية، كما ان فصل السياسة عن المعاييير الاخلاقية و الاصول الايديولوجية ما هو الا تعبير عن ابادة وسحق منافع الشعوب. تبلغ اهمية الارتباط ما بين الانسان والطبيعة بقدر اهمية العلاقة ما بين الانسان وقضايا الاخلاق والسياسة. باعتبارنا اقدمنا على تحليل قضايا الاخلاق والسياسة، من الاهمية تحليل العلاقة ما بين الطبيعة والانسان.الاستفادة من الطبيعة وتسخيرها، القيمة الزائدة، تطور الملكية، اسباب جامحة خلقت اللامساواة ما بين الانسان. طبعا هذا لا يعني بان اراء جان جاك روسو في كتاب العقد الاجتماعي جميعها صحيحة. كان جاك روسو يعتقد بوجود لا مساواة طبيعية وغير طبيعية ما بين الانسان ، بصريح العبارة انه يمييزالانسان الطبيعي عن الانسان الاجتماعي. ضمن هذا الاطار، لو امعنا النظر في وقائع العصر النيوليثي، لوجدنا بان المساواة والتقسيم العادل للعمل ـ حتى وان كان المستوى الاجتماعي للانسان متدنيا ـ والعودة الى الجوهر الحقيقي للانسان، يعني الحفاظ على القييم الاجتماعية وتطويرها. "انه لعلى قناعة ان المرء الذي يسعى الى دفع احاسيسه الى مرتبة الصدارة في المجتمع المدني، لهو في حقيقة الامر يجهل ما يسعى اليه، اذ من غير الممكن ان يضحى ذاك المرء انسانا بمعنى الكلمة وكذلك مواطنا، ليس هذا وحسب بل ولن يكون نافعا لذاته او للاخرين؛ هذا هو انسان عصرنا، (الفرنسي والانكليزي والبرجوازي)، هذا الانسان لن يكون شيئا". طبعا. يجب ان لا نتغاضى عن الشروط والظروف في تلك الفترة، دون شك ليس باستطاعة مثل هذه النظريات التجاوب لمتطلبات واحتياجات المرحلة. ومن هذا المنطلق فان التمييز بين الانسان بالمعنى الطبيعي والمواطن بمعناه الاجتماعي ليست بنظرية صائبة، حيال هذه النظرية، أمن الممكن طرح سؤال كهذا، اذا عاد الانسان الى جوهره الحقيقي، اذا تم خلق المواطن بمعناه" الانسان" عجبا، هل سيحقق احتياجات المرحلة الاجتماعية..؟ بلا ريب سيكون الجواب نعم، حتى لو ظهرت امامنا كرؤية طوباوية، يجب استخلاص النتائج ووضع الحل الناجع وتسيير النضال لقضايا المرحلة واليوم. القضية المهمة هو العودة الى الجوهر، بها سيتم حل جميع قضاياه. فالتطور التقني والمستوى الاجتماعي الذي احرزه الانسان بالاضافة الى القيم التي تشكلت عبر الاف السنين، هو فرص غنية جدا لعودة الانسان الى جوهره الاساسي، لذا ينبغي الاستفادة من تلك الفرص وعدم هدرها.يجب تقييم التطورات التكنولوجية بشكل صائب وتوثيق العلاقة بينها وبين الانسان، لكن في يومنا الراهن تحول هذا التطور الى مارد وضع حياة الانسان قاب قوسين وامام خطر كبير. لانها اذا لم تخدم الانسان، حينئذ من الصعب تقييمها بشكل مفيد ونافع، ولن يطور الانسان والمجتمع. اي ان عدم تشكيل علاقة سليمة ما بين الانسان والطبيعة ـ نظرا لان هناك تناقض وخلاء شاسع بينهما في يومنا الرهن ـ سيزيد من احتمالات ابادة الانسانية. ان التكنولوجية الذي تم تطوره من قبل الانسان يجب ان لا يكون وسيلة لابادة الانسانية والانسان، والا فان الانسان سيبيد نفسه. لعرقلة وضع كهذا يجب اخذ التطورات التكنولوجية بعين الاعتبار.ما تشهده الراسمالية من مازق ، والخلاء ما بين الانسان والمحيط، قلة الثروات الباطنية والسطحية وتمزيق طبقة الاوزون... الخ، كلها قضايا نجمت عن الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا. يجب ان يتم تشكيل تعادل ما بين التطورر التكنولوجي واحتياجات الانسان، بالشكل الذي يمنع اعداء الحياة الاجتماعية من تحطيمها. الوضع الذي يشهده عالمنا المعاصر كذلك تمركز الراسمال في يد حفنة محدودة من الذين يستطيعون غض النظر عن منافع الانسانية بدون اشباع منافعهم، مشكلين بذلك احتكارات اقتصادية مرعبة، كل ذلك اودت بالعالم الى التطور التنازلي. والسؤال الذي يتردد على اذاننا هو أيكون التطور التكنولوجي سببا في ابادة الانسان..؟ما نستنتجه هو وجود قضايا مهمة وجمة في المجتمع الانساني. ففي المجتمع المدني يمكن التحدث عن مسالة الدولة، الاخلاق السياسية، علاقة الانسان مع الطبيعة. كما ذكرنا ان النظريات السابقة لن تتمكن من تلبية متطلبات يومنا الراهن. باخذ الاصول الايديولوجية بعين الاعتبار، يجب اجراء عمليتا التغير والتحول بشكل يومي في اسلوب النضال. اي انه لا يمكن حل قضايا المجتمع وتحرره بطراز النضال المحدود والمتبع حتى الان، انما يجب ان يكون طراز النضال في حالة تغيير دائمي. كما ان التطور(السلبي والايجابي) يفرض التغيير على طراز النضال، ففي جميع الشروط وحسب احتياجات المرحلة يتغير الهدف، والطراز يكون متفاوتاً ومختلفاً.قدم القائد عبدالله اوج الان: آراءاً جديداً بشأن المجتمع المدني وباسم "الساحة الثالثة"، وكله ثقة بان"الحضارة الديمقراطية المعاصرة ستطبع القرن الحادي والعشرين وستكون رايته وهويته الايديولوجية". ضمن هذا الاطار تأتي مسالة المجتمع المدني بعد مسالة الشخصانية، حيث يقول:"ان الحضارة الديمقراطية المعاصرة تتكون على الاسس التالية: المجتمع الديمقراطي، السياسة،الدولة". الساحة الثالثة هي ساحة للسياسة الديمقراطية ما بين المجتمع والدولة. وترسيخ الوسائل المدنية ضرورية؛ القصد من الوسائل المدنية، خلق مؤسسات وتنظيمات ما بين المجتمع والدولة وتحقيقها بشكل مستقل، بحيث لا تتدخل في شؤون الدولة و بنفس الوقت لا تخدم مصالحها.عوضا عن هذا تناضل لتلبية حاجات المجتمع، وعند تنفيذ مهامها، تتحول وتاخذ على عاتقها وظائف اخرى. فالطريق الذي يجعل ارادة الشعب، قطباً مستقلا ومستحكماً هو بناء المؤسسات المدنية. هذه المؤسسات تستطيع حماية نفسها من الدوغمائية، لانها ليست مؤسسات دينية او اخلاقية انما تفتح مسارات من اجل تحريرنا من ممارسة وسائل الثورة والثورة المضادة، والظروف الموجودة تثبت بانها قادرة على تحويل المجتمع. في الساحة الثالثة عموما، تتحقق تطلعات الشعب من النواحي الثقافية والاقتصادية والرياضية وحماية البيئة والسلام وحقوق الانسان والساحات الفنية و...الخ . لكي لا تفرض سلطة الدولة ـ المدعومة من قبل الدول الامبريالية ـ حاكميتها على المجتمع، ينبغي ارتقاء ورفع المستوى الديمقراطي للشعب. ولكي يفرض الشعب ارادته، يجب ان يكون لديه رغبة وميل في ذلك، هذا امر ضروري ليستطيع تنظيم نفسه في مركز واحد. الامر المهم هنا، تنظيم الشعب حسب المعايير الاخلاقية.القائد عبد الله اوج آلان يؤكد ويثبت ان الدولة هي العائق الاخير المتبقي في سبيل الوصول الى الحضارة الديمقراطية المعاصرة، بنفس الوقت الحضارة الديمقراطية لا تريد ازالة الدولة والقضاء عليها مباشرة، لكنها ستحاصرها وتحددها حتى تتفسخ بشكل بطيء وتدريجي، حينها سترمي بقاياها في مزبلة التاريخ. بدون شك لتحقيق هذه التغييرات، يقتضي تشكيل ذهنية جديدة، لان هذه الاعمال والنشاطات من بناء المؤسسات الديمقراطية، ووضع اردة الشعب بين اعمال ادارة الحياة الاجتماعية، تتحقق فقط عن طريق ذهنية جديدة. فقبل تحقيق هذه التغييرات والتحولات، يجب تحقيق ثورة في ذهنية الانسان، لاننا بحاجة الى ذهنية متحررة من الدوغمائية وبنفس الوقت قادرة على التطابق مع شروط وظروف الزمان والمكان، ولتقوم بتلك التغييرات والتحولات حسب الشروط والظروف المذكورة. "باستطاعتكم ان تكونوا افرادا متحررين، على قدر رغبتكم في ذلك، ولكن يجب ان تكونوا اوفياء للتاريخ وخلاقين للمعرفة المستقبلية، وتخلقوا ذاتكم بانفسكم، وان تكونوا بعيدين عن الدوغمائية، وغير محكومين في الاوتوبيا".مصادر هذا البحث: ـ مكانة السياسة في اعمال روسو " غوته" ـ العقدالاجتماعي " جان جاك روسو" ـ ايميل "جان جاك روسو" ـ روسو ونقد المجتمع المدني " لوجو كولتي"ـ رسالة الى دوبومون1763 " جان جاك روسو" ـ الملكية الخاصة واصل العائلة المالكة "فريدريك انجلس" ـ من دولة الكهنة السومرية نحوالحضارة الديمقراطية "عبدالله اوج آلان"
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42