جقورجة
17 ژوئی 2014 پنج ش
المدينة الجميلة استراتيجية لذلك ركزت الدولة التركية عليها كثيراً مما اصبح معظم سكانها من الهيئات والمؤسسات العسكرية.
بقلم الثوار
في عام 1996 توجهنا نحو جقورجة للقيام بعمليات عسكرية. هذه المدنية القابعة في وسط الجبال التي تحاصرها من الجهات الاربع، وكأنه قعر كأس، متكومة على نفسها ككتلة زئبق في ذلك الانحناء والتقعر. ناحيةٌ صغيرة بحجمها وسكانها. وهي قريبة من الحدود العراقية الواقعة على الجنوب منه، يفصلها عن الاراضي العراقية جبلي غير(GIR) ولاتي كوي(LATI KEWI) وهما يلامسان أو حتى تدفعان المدينة من الجنوب لتضايقها وتحاصرها. ويسيل نهر الزاب في الجهة الغربية منه بهدوء وانسياب. هذا النهر القادم من هكاري ماراً بالقرب من جقورجة وكله تصميم على متابعة المسير بدون تأني، فاصلاً بين جقورجة وسهل القاشوري. وفي الاطراف الشمالية للمدينة يقبع جبل سُنبل الشامخ. رافعاً هامته من فوق قرية غوزة رش التي تم فيها اغتيال محمد عسكر وسبعمائة من البيشمركة في اوائل السبعينات.المدينة تتألف من ثلاثة احياء ماعدا القلعة الواقعة في القسم الشمالي منها وهي قلعة قديمة جداً عائدة الى العصر الاسكندري. ولان هذه المدينة الجميلة استراتيجية فلذلك ركزت الدولة التركية عليها كثيراً، مما اصبح معظم سكانها من الهيئات والمؤسسات العسكرية. فالجنود والضباط والقوات الخاصة والبوليس يزيدون عن عدد السكان المدنيين باربعة اضعاف، وبنيت لهم البيوت والابنية الخاصة بهم. مما تركت المدينة الهادئة التي تعيش حياة ريفية لصخب الجنود والمجنزرات وصنعت منه قلعة حصينة وامدته بالعتاد.فبالنظر الى المدينة للوهلة الاولى يعتقد الانسان بانها غير قابلة لحركة الانصار فيها. لان المدينة محمية بنظام استحكاماتي قوي. فعلى اطرافها توجد ثمانية قمم للجنود مركزة جميعها في الجهة الجنوبية باعتبارها الاقرب الى الحدود لدولة اخرى، وانشأت ابنية اللواء الكبير بالقرب من نهر الزاب. ولكن الانصار يتحركون رغم كل هذه التحصينات والاحتياطات المتبعة. وليستطيع الجيش سد الثغرات المتبقية قام بوضع ستار من الاكراد في هذه المواقع. ومجموعات المرتزقة هذه تضم من اقارب الذين انضموا لحركتنا التحررية.بحلول صيف هذه السنة. اصبح من الضروري ان نضع حداً لهذه الوحدات من المرتزقة، للتحرك بسهولة داخل المنطقة. وقد كلفنا الميلشيا الشعبية التابعة لنا. باخطار رؤوساء المرتزقة على ان يحضروا لمقابلتنا للتفاوض معهم على ان نجمع الاسلحة منهم جميعاً. وفي اليوم المحدد للموعد ذهبنا اربع رفاق الى المكان الذي سيحضرون اليه وهو مكان يبعد حوالي الساعة من مركز المدينة. انا والرفيق محمود وغيفارا وخبات. وحضر هؤلاء ايضاً وكانوا تسعة اشخاص متوسطي الاعمار. جاؤوا وهم لايحملون أي سلاح معهم.محمود: كيف هي احوالكم..؟احمد: نحن بخير والحمد الله.ـ كيف هي الاوضاع..؟ـ انها جيدة. لولا السلاح اللعين الذي سلمونا اياه.ـ ولماذا اخذتم الاسلحة اذاً..؟ ـ لقد أجبرونا يا رفيق، فنحن رفضنا ذلك ولم نقبله ولكنهم اجبرونا على حمله.ـ اذاً فانكم لا تريدون محاربتنا، واطلاق النار علينا..؟ـ كلا . كلا .، بالطبع لا نريد فنحن وكما ترى لجميعنا اقارب في الحزب فانا لي ابن اخ وذلك له ابن اخت وذاك اخوه وهكذا. فنحن نؤيد الحزب ونحبه ونسانده. كيف سنقاتلكم لا اعرف ولكن ـ هل عددكم كبير.ـ حمّلوا معظم الشباب بالاسلحة.ـ نحن لا نحبذ القتل. فالقتل لايريده احد، ونحن لا نرضى بان يحمل الاكراد السلاح. فانتم تعرفون بان العدو حمّلكم السلاح كي يزرع العداء بيننا ونحن لا نبتغي هذا الشيء.وتوقف محمود عن الكلام بينما الجميع يهزون برؤوسهم موافقين على ما يقوله. وتابع محمود ولذلك نحن لا نريد ايذائكم باعتبار انكم اناس تؤيدون الحركة التحررية التي نقوم بها. واننا نريد منكم ان تسلمونا جميع الاسلحة التي بحوزتكم.تسمروا في مكانهم، وتوقفوا عن هز رؤوسهم وبادر احدهم بالكلام على عجل: ـ "كيف يحصل ذلك غير معقول، كيف نسلمكم الاسلحة، وماذا سنقول للدولة التركية، اين اختفت اسلحتنا، ولماذا..؟". رفع الرفيق محمود من صوته، وبنبرات حادة وشديدة اللجهة:" من الظاهر بانكم لا تريدون نزع السلاح. قولوا لهم:" بان الانصار جاؤوا واخذوها عنوة".وقال احدهم : سيقتلوننا ولن يصدقونا سيقولون بانكم سلمتم سلاح الدولة للانصار. توسع الحوار بيننا كثيراً وطال. ولكننا في نهاية الامر لم نصل الى النتيجة المرجوة.بعد تلك المقابلة مع رؤوساء المرتزقة وعدم الوصول الى النتيجة المرجوة بعناد الطرفين، اذاً الوضع صعب وحساس لان هؤلاء مؤيدين ولا نريد قتل احد منهم. وناقشنا مع قوات الميلشيا كي نُعين احدى الاهداف التي نستطيع الحصول من ورائها على اسلحة هؤلاء المرتزقة. وقع اختيارنا على قمة قريبة من جقورجة بالذات، يفصل خنادقها عن ابنية القوات الخاصة شارع اسفلتي. لها عدة متاريس وملاجئ حماية تابعة لها. فالمرتزقة يأتون لهذا الموقع في المساء ويغادرونه في الصباح. حضرنا امتعتنا وقمنا بالاستعدادات اللازمة وتوجهنا في المساء نحو الهدف. كنا نعرف المنطقة بشكل عام ولكن القمة بالذات كان يعرفها الميلشيا اكثر منا. وعندما وصلنا الموقع انقسمنا الى مجموعتين. المجموعة التابعة للرفيق هاشم بدأت التحرك بالتسلسل رويداً رويداً نحو المتراس الموجود في اعلى فلم يعثروا فيها على احد من المرتزقة. وتم اخبارنا بواسطة جهاز اللاسلكي بفراغها. اذ ان احد المرتزقة الموجودين هناك اخ لاحد الميلشيا ولذلك فانهم خافوا وولوا الادبار. وتحركت مجموعتنا بسرعة قبل ان يحسوا بالحركة ويهربوا بدورهم. واقتربنا من الملجئ على ان نأخذهم على حين غرة وهذا الملجئ مبني على صخور عالية. فالطرق لا تؤدي الى الباب الا من خلال العبور فوق الملجئ. وحال وصولنا امام الملجئ خرج احدهم. وتكلم: من انتم..؟ استدللت من كلامه بانه ليس من أهالي مركز جقورجة، بل هو من القرى المجاورة. وخفتُ ان يقوم بالضجيج او التهور، لذلك صوبت سلاحي نحوه. وصرخت به بان لا يتحرك واننا لان نبتغي قتله. وصرخ منبهاً الاخرين:ـ اخرجوا فان الابوجيين قتلوكم جميعاً.وعلى اثرها فقدنا الحاكمية على الملجئ، هربوا جميعاً من الملجئ قافزين فوق الصخور، لم نكن نعلم كم كان عددهم. اما الرجل الذي بقي بين ايدينا. وجه سلاحه نحونا. ولكنني لاحظت بانعكاس الاضواء البعيدة عليها بان مفتاح الامان غير مفتوحة. وطلبت منه ان يسلمنا السلاح. وبصوت مبحوح ومخنوق قال: لا استطيع ان اسلمك السلاح. قلت: اعطوك اياه اجباراً نحن نعلم هذا فلذلك ستسلمه لنا.ـ لا، لن افعل.ـ اذا لا تجبرنا على اخذه عنوة منك.ـ اقتلوني. افضل من اخذه. فانهم سيقتلونني..! ورأيت بان الكلام معه غير مجدي ولذلك اقتربت منه والرفاق الاخرين يحيطون بنا. مددت يدي نحو السبطانة وازحت الفوهة قليلاً نحو طرف الفراغ وسحبته الا انه بقي متشبثاً به ولم يتركه. سحبته ثانية ولم يدعه مرة اخرى. صفعته بقوة على وجهه وصرخت به: ـ اتركه. فتراخت يداه من شدة الصفعة وترك السلاح ينساب من يديه بغير رضى منه. وامرته بنزع الجعبة. بدأ باخراج الجعبة وقال وهو يبكي:ـ اننا لسنا باناس سيئين. ولا نريد الحاق الضرر بكم. ناولني الجعبة، وقد كانت ثقيلة، فالمخازن مليئة بالطلقات، وقلت له: لست سيئاً لذلك لن نقتلك فان كنت سيئاً لقتلناك انت والاخرين منذ اللحظة الاولى. هيا اذهب الان.وغادر المكان متجهاً مكرهاً واتجه نحو الاخرين الذين فروا من قبله. وبدأنا بالانسحاب من الموقع. نزلنا من القمة وسلكنا الطريق، فجأة اطلق هؤلاء المرتزقة عدة عيارات نارية. لم نكن قد اعطينا الخبر للمسؤولين باننا بدأنا الانسحاب لان الاتصال بالجهاز لم يحصل، وبدأ العدو باطلاق النيران بغزارة من جميع الجهات المحيطة بتلك القمة. ولكنهم لا يعرفون موقعنا بالتحديد. وبدأت انفجار قذائف الهاون. ولذلك اسرعنا الخطى. سألت الميليشيا بعد الابتعاد قليلاً حول ما اذ يريدون البقاء ام المجيء معنا. الا انهم فضلوا البقاء هناك والاختباء وفي الصباح يذهبون الى منازلهم باعتبار ان العدو سيحس بغيابهم ان جاؤوا معنا. عندها تركناهم هناك وتابعنا المسير. اذ انني كنت اسير في المؤخرة. واتتني رائحة كريهة جداً، كلما اسير تزداد الرائحة شدةً. وانتهى الطريق على قناة الصرف الصحي. فشاهدت شخصاً في القناة. سألته:ـ من يكون..؟. وعندما جاوبني عرفته بانه الرفيق رشو. غارق في تلك المياه العكرة حتى الرقبة.ـ ماذا تفعل هناك، ماذا تفعل في تلك المياه، لما لا تخرج..؟ـ سلاحي الـRBC7 وقعت مني وانني ابحث عنها وعن القذيفة.ذهلت من ذلك وقلت:ـ كيف سقطت منك..؟ـ لا ادري. كل ما ادريه انها وقعت.انك لا تستطيع الاقتراب من القناة من شدة الرائحة الكريهة، وما عساك ان دخلت فيها. لم اكن اعلم بان الرفاق جميعاً قد دخلوها كلٍ بدورهِ حسب الترتيل للمسافة الموجودة بين كل رفيقٍ والاخر. ولكنهم خرجوا منها ما عدا رشو. ولكنه في النهاية وجد السلاح. قلت له: ـ هيا اسرع واخرج كي نذهب.ـ لا القذائف مازالت، فلم اعثر عليها بعد.ـ دعك منها يارفيق فان بقيت فيها اكثر فانك ستموت من الرائحة، اجلب سلاحك ولنغادر المكان قبل ان نموت.ابتعدنا قليلاً من القناة واتصل المسؤول بنا وسأل عن اوضاعنا وعن نتائج العملية. واعطيته ملخصاً عما جرى. ومن ثم وصلنا الى مجموعة الرفيق كارلوس، وهذه المجموعة التي قامت بالحماية اثناء العملية، جلسنا قليلا. اذ رحب الرفيق كارلوس بنا، كان متفائلاً وفرحاً برجوعنا سالمين، رغم ان العملية لم تصل الى هدفها المخطط لها بالكامل، الا اننا قمنا بالعملية ورجعنا سالمين بدون خسائر. فاخبرني كارلوس بانه يريد ضرب ابنية القوات الخاصة بالاسلحة الموجودة لديهمRBC7 BKC ،وبانهم سيلحقوننا على اثرها. لم اكن من مؤيدي تلك العملية باعتبار انها لو حصلت فان خط الانسحاب سوف ينكشف فلذلك سوف يضايقوننا ويصبح الوضع صعباً.فالميزة الاساسية للانصار ان مكانهم دائماً غير محدود وغير مكشوف. ولكن الرفيق كارلوس اصر على اساس ان الادارة العليا لها خبر بذلك ايضاً واخذ مجموعته وانفصل عنا وهو يصعد نحو الرابية. تابعت مجموعتنا المؤلفة من ثمانية رفاق الطريق وبعد وصولنا لقرية بيادر، وصلنا الرفيق كارلوس بعد تنفيذه لضرب الابنية. وعبرنا القرية قليلاً ووصلنا الى مكان مستوي قليلاً، واقعة بالاسفل من احدى القمم التي يتمركز فيها الجنود. اذ كشفوا مكاننا وبدؤوا باطلاق النيران وانبطحنا على الارض جميعاً، وزحف كل واحد منا منبطحاً نحو شجرة او صخرة ليحتمي من النيران المنهالة علينا، ولربما انهم لم يكتفوا بذلك حتى بدؤوا بقذف الهاون علينا، فالساعة كانت مقاربة للحادية عشرة حاولنا التخلص من هذا الموقف الحرج والخروج من هذا الموقع. باءت كل هذه المحاولات بالفشل لشدة النيران. واثناء هذه المحاولات انجرح رفيقين بجروح خفيفة جراء القصف بالهاون. الساعات تمر وتتوالى ونحن مازلنا محاصرين. وعندما اصبحت الساعة في الثانية والنصف تأزم الوضع اكثر واصبح صعباً لان الصباح يقترب فان بقينا سنتعرض لخسائر روحية. اتصل بنا قائد السرية واعطى تعليماته على ان نخرج من هناك على شكل مجموعات كل يأخذ مجموعته ويخرج من خط النار بعد ان اخبرناه باننا لا نستطيع التسلل والانسحاب كاملاً. فنهض الرفيق كارلوس واخذ الرفاق القادرين على المسير بشكل سريع. ومن ثم تلاه هاشم بقيتُ أنا ورفيق مع الجرحى، تحركنا نحن ايضاً بعد اخذنا لسلاح الجرحى وحقائبهم، اذ انهم كانوا يستطيعون المسير فجروحهم لم تكن بتلك الصعوبة التي لا تجعلهم ان يسيروا، هكذا انتهينا من ذلك المكان بدون اعطاء أي خسائر.وصلنا للمكان الذي كان الرفيق محمود ينتظرنا فيه. سألنا عن الاوضاع، فاعطيناه تقريراً بتفاصيل ماقمنا به وعن تحركاتنا وعمليتنا. وباشمئزاز مصحوب بالحيرة والدهشة سأل:
ـ ما هذه الرائحة..؟ ضحكنا جميعاً، واخبرناه بما جرى في قناة الصرف الصحي. بدأنا المسير اذ ان الصباح على وشك الانبلاج. سلكنا الطريق متجهين نحو مكان السرية، مازحتُ رشو قائلاً: ـ رشوا ابقى في المؤخرة لان الرفاق لا يستطيعون المسيرمن شدة الرائحة.رشو: ماهذا الهراء يارفيق. كف عن هذا المزاح الثقيل.ـ ولكن الرائحة ـ اية رائحة. لما تقول ذلك..؟ لقد اصبح لونه داكناً من شدة الغضب..!. كان الرتل الاحادي يتقدم ببطئ وتثاقل، فالرفاق كانوا مبللين بالعرق وقد انهكهم التعب من كثرة المسير في تلك الليلة.
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42