الداعش والتكبير
24 سپتامب 2014 چهارشن
حملة نابليون الجديدة بزي داعش الإسلامي
لنبدأ من حملة نابليون بونابرت التي شنها على الشرق الأوسط، ولنتمعن قليلا في الأهداف، وإذا توقفنا بشكل عام على الحملات القادمة من الغرب والمحملة بالسيوف القاتلة للرؤوس الشرق أوسطية، فإننا سنتوصل إلى النتيجة التي مفادها، لازالت تلك الحملات مستمرة دون انقطاع ولكن في هذه المرة بدروع مختلفة وسيوف جديدة ورايات شرقية إسلامية وألبسة اخف وزنا من تلك التي كانت ترتدى في السابق. وهكذا فحملة نابليون لم تتوقف وإنما لازالت مستمرة في شن الهجمات. التاريخ يعيد نفسه، والحملات الاحتفالية الغربية تعيد تجربتها في كل مرة بزي مختلف وهدف مختلف وحجج جديدة، الأمثلة على ذلك كثيرة، واذا ذكرناها فإننا لن نستوفي جميع جوانبها في هذا المقال القصير، ولكننا سنتوقف في هذه المرة على تنظيم داعش(الدولة الإسلامية في العراق والشام). ولكي نفهم جيدا حقيقة هذا التنظيم يتطلب منا البحث في حقيقة الغرب والشرق، بالإضافة إلى حقيقة الأديان السماوية ومدى الانحراف الذي طرا على مسارها وأهدافها. وفي حال لم نبحث في الحقائق من الناحية التاريخية، فلا بـأس من ذلك لأننا بمجرد إلقاء نظرة على اللوحة الحالية المتواجدة على مسرح العالم فإننا سنفهم جيدا الكثير من الحقائق التاريخية أيضا لان ما يجرى على ارض الواقع ليس إلا استمرارا للماضي. لهذا السبب سننطلق من أحداث الحادي عشر من أيلول، هذه المسرحية التي هزت العالم من شدة وطأتها، نعم لقد قتل الآلاف من الأبرياء في تلك الحادثة، ولكنها لم تكن إلا مجرد مسرحية هزلية لعبت فيها أمريكا دور الضحية والبطولة. أما أولئك الذين استخدمهم في اختطاف الطائرة التي فجرت فيما بعد ناطحات السحاب، فهم ليسوا إلا أخوة أعضاء تنظيم داعش الذي يقتل الآن الآلاف من الأبرياء في الشرق الأوسط. أما الكلمة المشتركة فيما بين تلك الإخوة فهو تكبير الله اكبر. وهنا يجدر بنا الإشارة إلى نقطة مهمة للغاية ألا وهي هل يمكن لإنسان عادي أن يقطع رؤوس الأطفال والشبان إلا إذا كان مريضا أو غير واعي لما يفعل. لأنه لا يوجد في أي دين وفي أي كتاب مقدس أي نص يحث عن قتل رؤوس الأبرياء من البشر. وهكذا مثلما يقولون طريق الألف ميل يبدأ بخطوة كذلك الأمر طريق الإرهاب يبدأ بإرهابي واحد وتنظيم واحد، وكلي ثقة بأننا إذا بحثنا جيدا في حقيقة وشخصية كل عضو من أعضاء التنظيمات الإرهابية التي تدعي الإسلام فإننا سنتوصل إلى نتائج فظيعة وكارثية. لان المشكلات النفسية والاجتماعية والأزمات المتفاقمة في العالم تؤثرعلى الشبيبة بشكل أكيد وتلك التأثيرات تخلق أرضية مناسبة لاستغلال تلك الشبيبة من قبل التنظيمات الإرهابية التي تقوم بغسل أدمغتهم وحتى تجريدهم من المبادئ الإنسانية وتحويلهم إلى وحوش كاسرة لاتعي ما تفعلها يدها من قتل ودمار. انطلاقا من حادثة الحادي عشر من أيلول(تفجير ناطحات السحاب) يمكننا سرد بعض الحروب والحوادث الأخرى التي جرت فيما بعد، فعلى ذكر المثال قامت الولايات المتحدة الأمريكية باحتلال كل من العراق وأفغانستان، ومن ثم حدثت هجمات إسرائيل على كل من جنوب لبنان ومن ثم قطاع غزة، بالإضافة إلى سلسلة التفجيرات التي حدثت في كل عمان ومراكش والدار البيضاء والجزائر والقاهرة، وغيرها من الحوادث الأخرى التي لايمكن حصرها وسردها....كل ذلك حدث بزي إسلامي والمثير للجدل هو اختلاف أمكنة التفجيرات والحروب في الوقت الذي يعد المسؤول عنهم نظاما واحداَ!!!!، وعندما تم الكشف عن الفاعل تحولت المؤامرات والخطط في هذه المرة إلى مسار مختلف، حيث سارعت القوى الامبريالية والحاكمة إلى تحقيق حاكميتها على الشرق الأوسط تحت مسمى الشرق الأوسط الكبير، بعدما أيقنت حقيقة فشل مشروع الدولة القومية الذي طبقته في الشرق الأوسط.....إذا فلنعد مرة أخرى إلى تنظيم داعش، وهنا يجدر بنا طرح هذه الأسئلة على أنفسنا ألا وهي هل خرج هذا التنظيم بين ليلة وضحاها وإذا كان الجواب لا إذا فلماذا كنا غافلين عن مثل هذا التنظيم؟؟؟ كذلك لماذا يستهدف تنظيم داعش الشعب الكردي؟ ولماذا يقتل الأبرياء دون مصاصي الدماء من الحكام؟ ولماذا يريد قتل المرأة ووضعها بين الجدران الأربعة ؟ كذلك لماذا خرج هذا التنظيم بشكل متزامن مع إعلان ثورة روجافا؟ وماهي الأسباب التي تقف وراء إطلاق تسمية الدولة على تنظيمهم؟ ولماذا اختاروا الشام والعراق دون سواها من الأوطان الأخرى؟؟؟ في الحقيقة الأسئلة كثيرة و اعتقد بان لكل واحد منا إجابات مختلفة ولكن دعنا من الاختلاف ولنتمعن في حقيقة بعض الأحداث التي جرت قبل خروج تنظيم داعش ومن ثم لنلقي نظرة على الممارسات التي طبقها داعش منذ خروجه والى الآن. عندما ضاقت الشعوب ذرعا من الأنظمة الديكتاتورية والحاكمة، ولم تعد تطيق وتتحمل ممارسات الدولة القومية التي تنادي بالعلم الواحد والقومية الواحدة والدين الواحد، خرجت إلى الشوارع لتنتفض ولتنادي بالحرية، وكلنا رأينا كيف بدأت الثورة من تونس ووصلت إلى ليبيا ومصر ومن ثم اليمن والبحرين بالإضافة إلى سوريا. وكلنا نعلم ماجرى من أحداث بعد الإطاحة بالحكام، حيث لم يتغير وضع الشعب عن السابق، وذلك لان اسم الحاكم اختلف ولكن كرسيه ظل مستمرا في الحكم وبالتالي لم يتغير أي شيء عن السابق...أما سوريا التي تتميز بموقع استراتيجي خاص في المنطقة، فإنها لازالت في وضع الثورة، ولازال الحاكم يستمر في قتل الأبرياء، أم الوضع الخاص في سوريا والمختلف عن باقي الأوطان فهو انقسام كردستان بين اربعة دول تعد سوريا احدى تلك الدول، حيث تقع روجافا(غرب كردستان) في شمال غربي سوريا(حسب سياسة الدولة السورية وليس وفقا للحقيقة التاريخية). واللوحة المختلفة التي ظهرت في روجافا هي قوة الشعب التنظيمية والتدريبية وذلك نتيجة جهد قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان الذي بقي في سوريا عشرين عاما بالإضافة إلى ميراث حركة حرية كردستان والآلاف من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل حرية كردستان. لهذا السبب أعلنت ثورة التاسع عشر من تموز في كوبانى وعمت الثورة كافة المناطق الكردية وتحررت من السلطات السورية، ومن ثم أعلن في روجافا نظام الإدارة الذاتية والأمة الديمقراطية الذي يقضي بتعايش كافة الشعوب والقوميات والمذاهب والاثنيات وفقا لمبادئ التعايش المشترك السلمي....بالتالي نستطيع استيعاب اتجاه الهجمات الشرسة على ثورة روجافا سواء من الأنظمة الخارجية الحاكمة أم من العملاء الإقليمين المتحالفين معهم، حيث يشكل نظام الأمة الديمقراطية عائقا أمام هيمنتهم وتحقيق عبوديتهم على الشعب، حيث جن جنون الدولة التركية وسارعت إلى تعزيز قواتها العسكرية على الحدود تفاديا لوصول الثورة الى باكور(شمال كردستان)أيضا، أما مسعود البارزاني رئيس اقليم جنوب كردستان الذي يدعي الكردياتية فانه كان أكثر خوفا وذعرا من عدو كردستان، حيث سارع إلى اعطاء الاوامر التي تنص على حفر الخنادق فيما بين روجافا وباشور، لكي تشكل عائقا أمام تحقيق الوحدة الوطنية الذي تعارض حقيقة عمالته مع أعداء كردستان ولكي يضعف من ثورة روجافا ويقف عائقا أمام تقديم المساعدات لأبناء روجافا....أما إيران وبعد استلام حسن الروحاني لدفة السلطة والحكم في إيران، فانه قام بزيارة الدولة التركية في الوقت الذي شكلت تلك الزيارة الأولى من نوعها منذ سنوات عديدة أي زيارة رئيس إيراني لدولة تركيا، ولكن ما العجب في ذلك لان الهدف إذا كان إبادة الشعب الكردي فان أعداء كردستان يجتمعون على الطاولة نفسها....نعم حاربت داعش ثورة روجافا ولم تبخل تركيا في تقديم المساعدات، ولكنها عجزت عن الدخول إلى الأراضي الكردية وتحقيق الإبادات الجماعية وذلك بفضل وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، وعندما فشلت داعش في تحقيق أهدافها اتجهت في هذه المرة الى باشور والعراق، وللأسف دخلت إلى الموصل بكل سهولة، فكلنا نعلم أهمية الموصل من الناحية التاريخية وكلنا نعلم مآرب الأنظمة الخارجية في الموصل لهذا فان موصل التي كانت قد تحولت إلى مقر للأنظمة الإرهابية لم تشكل أي عائق أمام جحافل داعش، وهناك أصدرت الفتاوى التي تنص على نكاح الجهاد وحبس المرأة في المنزل، وذلك لكي تثبت بشكل أكيد مدى ارتباطها مع الأنظمة الدولية التي تحكم المجتمع عن طريق التحكم بالمرأة وفرض العبودية عليها من جهة ومن جهة أخرى أثبتت مدى بعدها عن المبادئ الأخلاقية للإسلام. بعدما ظفرت داعش في الموصل وفعلت ما يحلو لها من ممارسات دون أن تلقى أية مواجهة تذكر، توجهت في هذه المرة إلى جبل شنكال، لتقوم بإبادة الإيزيدين من الأكراد، ولتنتقم جراء هزيمتها في روجافا، وقد استطاعت الدخول إلى شنكال وقتل الأطفال والرجال واغتصاب النساء، وذلك لان بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني تركت شنكال بدون حماية وسلبت كافة المسلحين في شنكال من أسلحتهم لتتركهم لقمة سائغة في يد داعش. ولكن مثلما تستمر الخيانة في كردستان فان المقاومة لم تتوقف أبدا، فعندما استنجد أبناء شنكال وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات حماية الشعب ووحدات المرأة الحرة، سارعت القوات في تلبية نداء أبناء شعبهم وسارعوا إلى حماية أبناء شعبهم وحماية ارض شنكال المقدسة. وهكذا استطاعوا تشكيل قوات مقاومة شنكال، والتي انضم إليها المئات من شابات وشبان شنكال الايزيدين لكي يدافعوا عن كرامة وارض شنكال. هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الشعب في شنكال للقتل والإبادات الجماعية، ولكنها ستكون المرة الأخيرة لان قوات مقاومة شنكال ستستمر في حماية شنكال حتى أخر رمق، كذلك فقد اقسم أبناء الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة بانهم لن يتركوا شنكال لوحدها وسوف يقاوموا معها حتى تطهيرها من كافة القتلة والمحتلين. أما مخمور التي كانت ارض قاحلة وتحولت فيما بعد إلى ارض خضراء وذلك بفضل سواعد اللاجئين من أبناء الشعب الكردي في باكور، فقد تعرضت هي الأخرى للهجوم من قبل قوات داعش، وذلك لان الدولة التركية ندمت على عدم إبادتها لأولئك اللاجئين الذين أحرقت قراهم أيام التسعينات، لهذا أرسلت داعش لتنفذ ما ندمت على فعله آنذاك. خاصة وان مخمور تنظم نفسها وفق مبادئ المجتمع الأخلاقي والسياسي المستند إلى نظام الأمة الديمقراطية الذي اقترحه قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان. لكن فشلت داعش مرة أخرى في تحقيق مأربها لان الشعب المنظم لاتستطيع أي قوة في الأرض إبادته، وإذا كانت داعش تستند إلى تشويه الإسلام وإبادة الأبرياء وفرض العبودية على المرأة، فإنها في المقابل تلقى في مواجهتها فرسان الحياة الحرة ومقاتلات الحرية. والى هذه اللحظة التي تكتب فيها هذه الكلمات لاتزال الحرب دائرة ومستمرة فيما بين العبودية والحرية، وما بين الجهل والوعي، وما دام الشعب قد أصبح واعيا لحقيقته وحقيقة الأديان فلا خوف من حملات نابليون ولا أمثاله من المحتلين....
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42